شهدت العلاقات التجارية-الاقتصادية والثقافية بين أوزبكستان وتركمانستان خلال السنوات الأخيرة تطورًا نوعيًّا وارتقاءً إلى مستوى جديد. فقد أسهمت اللقاءات الدورية على مستوى القمة بين قادة البلدين في تعزيز علاقات حسن الجوار والشراكة الإستراتيجية والتعاون المتبادل المنفعة.

ويُعدّ تدشين المنطقة الحرة الجديدة للتجارة على الحدود بين ولاية خوارزم الأوزبكية وولاية داشوغوز التركمانية خطوة عملية أخرى على طريق تطوير الروابط الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

وقد أُقيمت هذه المنطقة بالقرب من نقطة العبور «شوفوت – داشوغوز» على مساحة 3.1 هكتار، حيث شُيّدت بنية تحتية عصرية تشمل أجنحة مسقوفة، وأسواقًا تجارية، ومحالّ، ومستودعات مخصّصة للبضائع وتخزينها، إضافة إلى فندق، ومطعم، وموقف للسيارات، ونقطة طبية، وفرع مصرفي، ومكاتب لصرف العملات. كما جرى تنظيم خدمات الحجر الصحي النباتي والبيطري وفق مبدأ «النافذة الواحدة». أما العمل بنظام الدخول من دون تأشيرة في هذه المنطقة، فقد أتاح تسهيلات أوسع لمواطني البلدين.

وممّا هو معلوم أنّ حجم التبادل التجاري بين ولاية خوارزم الأوزبكية وولاية داشوغوز المجاورة يشهد نموًّا مستمرًا عامًا بعد عام؛ إذ تُصدّر خوارزم إلى تركمانستان ألواح البازلت وورق الجدران ومنتجات الطلاء، إضافة إلى الفواكه المجففة والطازجة، بينما تستورد النفط والمنتجات النفطية، والبيتومين، والمنتجات الخزفية، والألمنيوم، والزجاج من تركمانستان.

وقالت النائبة في مجلس المَجلس التركماني جيران كيليجمرادوفا:

«لدى شعبينا مثل يقول: الجار القريب خيرٌ من الأقرباء في البعيد. فالحقيقة أن الشعبين الأوزبكي والتركماني يرتبطان بثقافة مشتركة وقيم وعادات متقاربة وجذور تاريخية ضاربة في القدم. وعلى مدى القرون شرب الشعبان من نهر واحد، وتبادَلَا التجارة، وأسهما معًا في إثراء الثقافة. لقد عاش شعبان يجمعهما اللسان والقلب والدين جنبًا إلى جنب كأقارب وأصهار. وإنّ بدء العمل في المنطقة التجارية الجديدة لا يساهم فقط في تعزيز حجم التبادل التجاري، بل يقوّي أيضًا روابط المودة والاحترام والتآخي بين شعبينا».

ولا يخفى أنّ اهتمام روّاد الأعمال بهذه المنطقة الحرة كبير، إذ يُطبَّق فيها نظام «المنطقة الجمركية الحرة» لعرض المنتجات الأوزبكية والتركمانية من أجل بيع التجزئة، وهو ما يشكّل حافزًا قويًا لتوسيع نطاق التجارة المتبادلة.

وبدوره قال رحيم باي شيرجانوف، وهو من العمال يُفتخر به المقيم في منطقة يانغيبازار بولاية خوارزم:

«لقد تطورت العلاقات التجارية-الاقتصادية بين البلدين منذ القدم، نظرًا لوقوعهما على طريق الحرير العظيم. واليوم تساهم اللقاءات بين مسؤولي الدولتين وحوارات رجال الأعمال في تعزيز التعاون بصورة أكبر. والأجمل من ذلك أن عهدًا جديدًا من علاقات حسن الجوار قد بدأ بين الشعبين. فالمنطقة الحرة التي بدأت عملها على الحدود ليست سوى خطوة لتعميق التعاون الثنائي وتعزيز التفاهم ووحدة الكلمة بين شعبينا. ومن شأنها أيضًا تنمية حجم التجارة بين المناطق وخلق قاعدة قوية لاستقرار المنطقة والتنمية الإقليمية».