تُقام سنوياً، من 25 نوفمبر ـ اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة ـ وحتى 10 ديسمبر ـ يوم حقوق الإنسان، الحملةُ العالمية "16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي" في مختلف دول العالم.

وفي إطار هذه المبادرة، حددت الأمم المتحدة موضوع حملة هذا العام بعنوان: "لنتحد من أجل القضاء على العنف الرقمي ضد النساء".

وكما جرت العادة، أيّدت أوزبكستان هذه المبادرة العالمية، حيث تُنظَّم على مستوى البلاد فعاليات وحوارات واسعة بمشاركة مختلف فئات المجتمع.

وفي 24 نوفمبر 2025، أُعطيت إشارة الانطلاق للحملة في أوزبكستان تحت إشراف اللجنة الجمهورية المعنية بزيادة دور المرأة في المجتمع وقضايا المساواة بين الجنسين والأسرة، وبالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة.

وقد افتتحت الفعاليةَ رئيسةُ مجلس الشيوخ، تنزيلة ناربايوفا، متطرقةً إلى الجهود المبذولة لحماية النساء من جميع أشكال العنف، ولا سيما التهديدات في الفضاء الرقمي. وأكدت أن مكافحة العنف عملية مستمرة، مشيرةً إلى أن بعض الصور النمطية الضارة قد تُقدَّم في المجتمع على أنها تقاليد، غير أن تصحيح هذه التصورات التي تنتهك حقوق الإنسان يُعدّ مهمة أساسية. وقالت: "لا يمكن لأيّ صورة نمطية أن تُبرِّر العنف".

وشارك في الفعالية ممثلو الوزارات والهيئات الحكومية، وأجهزة إنفاذ القانون، ومؤسسات المجتمع المدني، وخبراء دوليون، إلى جانب موظفي وكالات الأمم المتحدة في أوزبكستان.

كما أشارت المنسّقةُ المقيمة للأمم المتحدة في أوزبكستان، سابين ماخل، إلى أن الإصلاحات الجارية في البلاد، مثل تجريم العنف الأسري وتعزيز خدمات الحماية، أسهمت في إيجاد قاعدة مهمة لمكافحة العنف الرقمي، مؤكدةً ضرورة تطوير القوانين والخدمات بالتوازي مع تسارع وتيرة الرقمنة.

ومن جانبها، أوضحت جيرين غوفَن غوريش، رئيسةُ مكتب التنسيق الإقليمي لهيئة "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" في آسيا الوسطى، أنه رغم التطور العالمي السريع في مجال الرقمنة، فإن جزءاً كبيراً من حالات العنف الإلكتروني والعنف القائم على التكنولوجيا لا يزال مخفياً وغير مُبلَّغ عنه. وأضافت أنه رغم اتخاذ 117 دولة إجراءات لمكافحة العنف الرقمي بحلول عام 2025، فإن الاستجابة لهذا التهديد العابر للحدود ما تزال مشتتة وغير منسّقة.

وأكد المشاركون ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتحويل الفضاءات الرقمية إلى بيئة آمنة وسليمة توفر فرصاً لجميع النساء.

كما طُرحت خلال الفعالية مقترحاتٌ ومبادراتٌ لمكافحة العنف الرقمي.

ومن المقرر أن تُنظَّم، خلال الفترة الممتدة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، فعالياتٌ متنوعة في جميع أقاليم البلاد تحت شعار "لنتحد من أجل القضاء على العنف الرقمي ضد النساء"، وذلك عبر منصات الحوار والندوات التدريبية والحملات التوعوية.